ارتبط الذهب تاريخيًا بالحروب، حيث استُخدم كأداة استراتيجية لتمويل النزاعات منذ القرن التاسع عشر، بل إن تأسيس بنك إنجلترا في 1694 جاء أساسًا لدعم الحرب ضد فرنسا. ومع اقتراب الحرب العالمية الأولى، سارعت القوى الكبرى إلى تكديس احتياطيات الذهب كضمان مالي لتمويل الجيوش. غير أن تخزين الذهب بكميات ضخمة جعل منه هدفًا للمصادرة في أوقات الحرب، وأدى بعد النزاعات إلى أزمات في إعادة بناء النظام الذهبي، ما دفع بعض الدول إلى اللجوء للتضخم للتخلص من ديونها. وفي الثلاثينيات، مثّل الذهب مصدرًا للمصداقية المالية بالنسبة لدول صغيرة مثل بولندا في مواجهة الأخطار المحيطة. لكن مع نهاية الحرب العالمية الثانية وصعود نظام بريتون وودز القائم على الدولار، تراجع دور الذهب تدريجيًا من أداة قوة استراتيجية إلى عبء سياسي واقتصادي، ليتحوّل من “سلاح حرب” إلى رمز لتاريخ مالي متناقض بين القوة والقيود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *